languageFrançais

''الزيارة''..العرض المتجدد لسامي اللجمي وصوت نسائي يلمع لأول مرّة 

كان لجمهور الدورة 57 لمهرجان قرطاج الدولي أمس الثلاثاء 25 جويلية 2023، موعد مع جولة روحانية ممتلئة بالأغاني الصوفية والابتهالات في عرض الزيارة لسامي اللجمي.

وكعادته، توافد الجمهور إلى العرض بأعداد غفيرة منذ الساعة السابعة مساء.

عرض الزيارة أصبح وكأنه تقليد متجذّر في الثقافة التونسية أو عيد ينتظره التونسيون، يلاقيه ويحتفي به بأبهى الحلل والأزياء التقليدية، ومن ثم ترديد الأناشيد والابتهالات.

وبلباسهم الأبيض وشاشيتهم الحمراء اتخذ اعضاء الفرقة أماكنهم ليستهلوا العرض بأغنيتهم الإفتتاحية "نا جيت زاير"، وعلى وقع الطبول والدفوف والسناجق ورائحة البخور وصواني الشموع، بدأت الجولة الروحانية ليسافر فيها الجمهور لحوالي ساعتين ونصف الى عالم الروحانيات والتراث الصوفي.

"هيا نزوروا" "راكب عالحمرا" "بالك تنساني يا بنية جمال" أغاني وأناشيد تعالت فيها أصوات غناء النسوة وزغاريدهن حتى أصبح الجمهور وكأنه كورال وعنصر من عناصر العرض.

سحر عرض الزيارة وتأثيره كان واضحا على تعابير وجوه الحاضرين من سعادة ونشوة وانسجام كامل في المشهدية الركحية التي تشكلت أمامهم والتي جمعت كل من المؤثرات الصوتية والضوئية، السينوغرافيا الركحية، الكوريغرافيا المتنوعة والأنماط الموسيقية المختلفة التي لا ينفك سامي اللجمي عن إضافتها وتجديدها في كل عروضه من الفلامنكو، الرومبا، الجاز وغيرها.

هذه اللوحة الفنية سهر على نجاحها حوالي 116 عنصر من التقنيين، المعدين، المنتجين، الموسيقيين وثلة من الفنانين الذين شاركوا في هذا العمل من بينهم أيمن بن عطية، إبراهيم الرياحي، منير الطرودي وغيرهم.

وكانت مفاجأة العرض مع الفنانة روضة عبد الله التي كانت حاضرة كأول صوت نسائي يختاره سامي اللجمي في عرضه الزيارة.

وأطلت روضة بجلبابها الخمري لتؤدي أغنية "عالباب دارك" بصوت شجي أشبعته بروح التراث التونسي والصوفي. 

وفي تصريح لموزاييك، شدّد سامي اللجمي على صعوبة الإختيار الذي قام به بإضافة صوت نسائي في العرض وأنها كانت مغامرة كبيرة اتخذها على المستوى التقني والفني. 

وعن أسباب اختياره للفنانة روضة عبد الله، بين أنها كانت الصوت الأنسب للإنضمام وأن صوتها متين وقادر على أن يكون ضمن أصوات مجموعة الزيارة بالإضافة الى تأكيده على امكانية إضافة أصوات نسائية أخرى للعرض في المستقبل.

كما تحدث اللجمي عن الصعوبات التي ما تزال المجموعة تواجهها، بسبب غياب الدعم من الدولة، قائلا إن المطالب التي تم التقدم بها للقيام بعروض على المستوى الدولي بقيت دون ردّ إلى الآن.

وأعلن نيته الهجرة والاستقرار في الخارج للعمل "حيث الآفاق أرحب" حسب تعبيره.

من جهتها، عبرت روضة عبد الله لموزاييك عن امتنانها وسعادتها بتواجدها في عرض الزيارة الذي اعتبرته عرضا مهما وناجحا على كل المقاييس. 

وأكدت إعجابها بالتوزيع الجديد الذي قام به سامي اللجمي على الأغنية التي أدتها في العرض "على باب دارك".

وعن أسباب انضمامها للمجموعة، قالت إنها تختار العروض والأعمال التي تشبهها وتمثلها وقد رأت نفسها كجزء من عرض الزيارة، واعتبرت أن سامي اللجمي أحسن اختيارها.

وعند سؤالها عن إمكانية إضافة أغان لها في العروض القادمة، كشفت روضة عبد الله أن مجرد مشاركتها قرطاج أسعدتها وأن إضافة أغان أخرى لها هو قرار بيد اللجمي.

وعبّرت عن فخرها بعرض الزيارة حيث اعتبرته عرضا تونسيا مشرفا يستحق أن يكون في إفتتاح مهرجان قرطاج.

هديل الهمّامي